“بس فكّها شوي يا رجال، الحياة قصيرة” إذا كنت ممن يقال لهم هذه العبارة كثيرا فلربما تعاني من “تقشف مزمن” من دون أن تدري. حسنا، هو ليس مرضا، لكنه أزمة هوية مالية. يعني قد تظن نفسك مقتصد لكنك في الواقع متقشف.
قد يقاطعك عقلك الآن ويقول لك: كلاهما واحد؛ التوفير يبقى توفيرا. لا، أنت مخطئ. لهذا دعنا نخبرك في هذا المقال متقشف أنت أم مقتصد؟
من هو المقتصِد؟
المقتصد هو الإنسان المتزن في الإنفاق حيث لا إفراط ولا تفريط، يعني يمسك العصا من الوسط. تريد أن تفهم أكثر؟ تابع القراءة أدناه.
التوازن في الإنفاق من هدي الإسلام: فقد قال تعالى “والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما”
المُقتصد تجده يشتري ما يحتاجه بأفضل قيمة ممكنة، دون أن يمنع نفسه من الشراء نهائيا.
يقارن الأسعار قبل شراء الجوال الجديد. يختار الأفضل في حدود ميزانيته، ولا يشتري الأرخص بلا تفكير. يعرف أن الجودة الجيدة توفر المال على المدى الطويل.
في السوق، تراه يشتري الخضار الطازجة بسعر معقول. لا يشتري الذابلة لأنها أرخص، ولا يشتري الممتازة إذا كانت مبالغ فيها. يفكر في القيمة الحقيقية، ليس السعر فقط.
ما معنى التقشف؟ ومن هو المتقشف
بلغة الخبراء التقشف هو التوفير وعيش حياة متواضعة أقل من إمكانياتك. لكن دعنا نبسط الأمور قليلا.
المتقشف هو من يمنع نفسه من الإنفاق، حتى لو كان ضرورياً أو مفيداً. هو لا يفكر في القيمة، بل يحرص على أن يُفعّل وضع “تقليل الإنفاق” دائما.
عباراته الشهيرة؟ كل شي “غالي”، كل شي “ما يستاهل”، “ما يحتاج”حتى لو كان الشيء مكسور، قديم، أو أتعبه من شدة صبره عليه. فتراه يرفض شراء حذاء جديد مثلا رغم أن الحالي بدأ يتضرر. يأكل الطعام الرخيص حتى لو أضر بصحته. يرفض الخروج مع الأصدقاء أو العائلة خوفاً من الإنفاق.
باختصار هو يحرم نفسه من كل شي. يراقب غيره يأكل، يشتري، يخطط… بينما هو يقول: “الله يعينهم على الصرف الزايد” لكن الحقيقة؟ هو يتمنى لكنه خائف من الإنفاق.
المقارنة العملية: أيهما أنت؟
في الجدول أدناه مقارنة عملية بين المتقشف والمقتصد، اعرف أيهما أنت؟
| المقتصد | المتقشف |
| يشتري قطع ملابس جيدة بعرض مناسب | يرفض الشراء حتى لو احتاج فعلا |
| يختار وجبة لذيذة بسعر معقول | يرفض الخروج نهائياً أو يطلب الأرخص دائماً |
| يشارك في المناسبات بميزانية محددة | يتجنب المناسبات خوفاً من الإنفاق |
تحب أن نختصرها عليك أكثر؟ اسأل نفسك سؤال واحد فقط: هل ترفض شراء شيء تحتاجه لمجرد السعر وأيا كان ثمنه؟ أم تبحث عن أفضل قيمة في حدود إمكانياتك؟ فكر فيها جيدا.
في النهاية، يبقى المال مجرد أداة للعيش وأنت من تختار تفعيل أي وضع للتحكم بهذه الأداة، “وضع المقتصد” أم “وضع المتقشف”. فلا تخلط بين الحكمة والحرمان وتعيش كأن كل يوم “يوم أسود”. وقبل أن تذهب شارك المقال مع صديقك الذي يقول دائما: “أنا مو متقشف، أنا حريص”.
